وري جثمان الشاب المكفوف ” صابر الحلوي ” بعد اداء صلاة العصر وصلاة الجنازة على روحه بمقبرة دوار سيدي بوزكية التابع للجماعة القروية سيدي عبد الله غيات بإقليم الحوز ، مساء الاثنين 8 أكتوبر الجاري .
وكان الهالك الذي ينفذ اعتصاما رفقة العديد من المكفوفين ، قد فارق الحياة ، إثر سقوطه من سطح بناية وزارة الاسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية باالرباط ، قد وصل جثمانه زوال اليوم ذاته ، إلى مسقط رأسه بالجماعة القروية المذكورة ضواحي مدينة مراكش.
وشهد منزل أسرة الهالك تقاطر العديد من الناس منذ شيوع خبر وفاته ، بدوار الحماضية التابعة لجماعة سيدي عبد الله غيات بالحوز، وخيمت أجواء الحزن و الأسى على وجوه أفراد أسرة الشاب وأصدقائه وجيرانه، في الوقت الذي لم تصدق إحدى شقيقاته خبر سقوطه من العمارة متهمة مجهولا بدفعه ، بعد أن أكدت أنه طلب منها إرسال مبلغ مالي صباح يوم الحادث .
وحضر مراسيم تشييع جنازة الشاب ” صابر الحلوي ” عامل إقليم الحوز وعدد من المسؤولين بالإقليم، فضلا عن الإعلامي رشيد الصباحي رئيس التنسيقية الوطنية للدفاع عن المكفوفين وضعاف البصر والتي ينتمي اليها الهالك صابر، رفقة شقيقه عبد المولى الحاصل على الإجازة في الدراسات الاسلامية والذي كان بدوره ضمن المعتصمين المكفوفين من حملة الشواهد ، والبرلمانية حياة مشفوع، إلى جانب العشرات من المكفوفين زملاء الفقيد، وأفراد عائلته والعشرات من ساكنة المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن أن الراحل ” صابر الحلوي حاصل على الإجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وقد التحق بالمنظمة العلوي لرعاية المكفوفين بمراكش في سن السابعة، التي ظل بها إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا ، وهو يصغر شقيقه عبد المولى بثلاث سنوات، وكانا قد فقدا بصرهما في سن مبكر ، دون أن لم يمنعهما من إتمام مشوارهما الدراسي خاصة وأن رغبة الحصول على وظيفة لمساعدة أسرتهما المعوزة كانت الهدف الرئيسي لهما ومن أجل ذلك شاركا في الاعتصام ، أملا في إسماع صوتهما إلى المسؤولين ، وهما لا يدريان أن الموت سيخطف أحدهما دون تحقيق رغبة ظلت الأسرة تنتظرها لمدة طويلة .