محمد خلوقي
وانا أتأمل وأحلل أسباب انتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم ، استخلصت ان سر هذا الانجاز يعود بالاساس الى كيمياء الحب تجاه الشعب والوطن ، حب جمع واجتمع عليه الفريق المغربي ، وأدرك سره من قبل الناخب والمدرب الوطني ، وعلى أساسه تفرَّعت تفاصيل التخطيط والاعداد والاستعداد ، والتحفيز المادي والمعنوي .. وكانت النتيجة جد ُّجدُّ مشرفة ، أبْهرت المراقبين ، وقوَّت يقين المُحبّين ، وحيَّرت نفوس المُرتابين ، وأخْرستْ ألْسنة الناقمين والحاسدين والحاقدين ، ممن شكَّكُّوا في هذا الانجاز ، واعتبروه ضربا من السحر او الخيال .
والحقيقة ان لا شيء َمستحيلٌ مع حضور النية الخالصة ، والارادة والعزم والعمل النابعِين من حب ٍّّو تعلُّقٍ صادقٍ بالوطن وأهله ..
وسرَحْتُ بخيالي ، وركبت جناح الاستشراف لأتوَقَّع ما يمكن ان يكون عليه كل وطن عربي حبيب ، في حال تفعيل من مثل هذه الوصفة العجيبة .
فقِسْتُ انجاز الواقع على المأمول والمُتوقع ، وانتهيتُ بامكانية حدوث تغيرات وانتصارات تنموية ناجحة ومميزة في قطاعات اجتماعية واقتصادية وتعليمية وسياسية ، بشرط أن يتأسس صرحها على نفس التصورات والقناعات التي حقَّقتْ لنا الفوز والانتصار التاريخي على بعض الفرق الكروية التي طالما كانت مُستعصية على الانهزام ، ومن تلك الاسس والاليات أذكر :
١- ضرورة غرس و تعهد حب الوطن في وجدان وعقل الناشئة، وجعلهم يحمونه ، ويدافعون وينافحون عن مصالحه ، بل ويخافون عليه حتى من نسائم الصباح .وهي مهمة تربوية مشتركة بين الاسرة والمدرسة والمجتمع والاعلام .
٢- ضرورة إعادة الثقة في امكانيات شباب الوطن ، وفي قدرتهم على بناء حاضر الوطن ومستقبله ، من منطق الحب والاخلاص والوفاء ، وروح المسؤولية .
٣- إسناد قيادة البناء والاصلاح والتطوير والتغيير الى الاقدر والأجدر فكرا وسلوكا وعملا ، دون محاباة او تحيز ، او جَنْي مصالح َذاتية ،مع تشجيع الذي نجح وأصاب ، ومساعدة الذي حاول واخفق وتعثر ، وتنبيه الذي شَطَّ واعوَّج عن الصواب ، ومحاسبة ومعاقبة المستهتر غير المسؤول .
٣-الاشتغال بروح الفريق ، لان الوطن ملك للكل ، وامانة في عنق الكل .
نعم إن مثل هذا الحلم يمكن ان يصير حقيقة اذا توفرت له من مثل الشروط والاسس السالفة الذكر ، ولعل واقع ومسار الفريق الوطني المغربي وإنجازاته في مدة محدودة بقطر ، لهو خير نموذج واقعي يمكننا الاستفادة منه ، لوضع تصور مستقبلي عملي وناجح يساعدنا على بلوغ نصر وانتصار على مظاهر الفقر والبطالة ، والجهل والامية ، والتطرف ،والنهب والسلب لمقدرات والوطن ، كما يساعدنا على ايقاف نزيف التطاحنات السياسية والعرقية والمذهبية..
نعم من حقنا ان نحلم بالتغيير
لكن من واجبنا ان نحسن التفكير ،
في اختيار آليات هذا التغيير،
والا سنبقى مجرد ثرثرة من كلام ،
تَسرد وتُفسِّر أضْغاث أحلام .