آخر الأخبار

الملحون تراث غير مادي للبشرية – 1 –

إدراج أدب وفن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية تداعيات وتحديات.

* أنس الملحوني

تحت عنوان ” نظرة على الفنون ” حضر فن وأدب الملحون بوصفه تراثا لا ماديا للإنسانية خلال فعاليات الدورة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، دورة أشرفت عليها وزارة الشباب والثقافة والتواصل خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 19 ماي 2024 بساحة OLM السويسي بالرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

فقد عرفت قاعة ” أفق ” عشية يوم السبت 18 ماي 2024 تنظيم ندوة علمية للاحتفاء بهذا الاعتراف الدولي بأدب وفن الملحون، وقد شارك في هذا السياق ثلة من الأساتذة الذين تناولوا بعض الجوانب التي ميزت هذا المظهر الحضاري للمغاربة، وهم: د. أحمد ازنيبر، ذ. أنس الملحوني، ذ. نور الدين شماس، وقد عمل على تدبير النقاش وتسييره د. عز الدين المعتصم. 

ونتيجة للظهور المتواصل لفن الملحون ولحضوره المتجدد في الساحة الثقافية والإبداعية، حظي باعتراف رسمي من قبل منظمة اليونسكو، وسُجل ضمن قائمتها تراثا ثقافيا لا ماديا. ولهذا سلطت الندوة المزيد من الضوء على هذا اللون التعبيري الدارج، أو “لكلام” بلغة أهل الملحون؛ نتوقف في هذا السياق عند ورقة الأستاذ أنس الملحوني التي جاءت موسومة ب: “إدراج أدب وفن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية … تداعيات وتحديات”.

على سبيل الاستهلال:

لم يكن حدث إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونسكو أن يمر دون الوقوف عند تداعياته حاضرا، والتفكيرِ في استثمار هاته الحظوة الدولية في مستقبل قريب؛ فبعد موافقة اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو يوم 6 دجنبر 2023 بدولة بوتسوانا، على طلب المملكة المغربية بإدراج فن الملحون في لائحة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وكما جاء في منطوق الإعلان عن الخبر – حينذاك -، بأن فن الملحون هو فن شعري، موسيقي، شعبي مغربي، لاحت في الأفق العديدُ من التساؤلات، بعضها غلبت عليه العاطفة والذاتية من جراء تجليات هاته البشرى التي أسعدت كل المنتسبين إلى فن الملحون خاصة والمغاربة بوجه عام، وبعضها الآخر بدا موضوعيا من خلال استدعاء قراءة تروم تحليل وتركيب ما يمكن أن يرشح عن هاته الحظوة الدولية الغير مسبوقة لفائدة فن الملحون. 

ومن هاته التساؤلات التي تروم هاته الورقة الإجابة على بعضها نذكر ما يلي:

كيف يمكن لفن الملحون أن يعزز مداركنا العلمية لفهم الثقافة المغربية الأصيلة، عبر نقله لهويتنا المشتركة، ولتقاليدنا، وقيمنا الاجتماعية؟

كيف يمكن لفن الملحون أن يُلهم الشباب المغربي، ويشجع على المشاركة في الممارسات الثقافية؟

ما هي الأدوار الفضلى التي يمكن أن تلعبها المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعات المغربية في نقل وتعلم فن الملحون؟

كيف يمكن أن يؤدي إدراج فن الملحون في لائحة التراث اللامادي للبشرية لليونسكو إلى تعزيز السياحة الثقافية في المغرب؟ وما هي الفرص الاقتصادية الناشئة عن تشجيع هذا الفن؛

كيف يمكن أن يؤثر إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية لليونسكو على التفاعل الدولي والتبادل الثقافي؟

ما هي التحديات المحتملة التي قد تعوق المحافظة على هذا التراث المغربي الأصيل؟

كيف يمكن استثمار مختلف المسؤوليات على تنوع مستويات تدخلها، في توطيد المحافظة على فن الملحون، وتحصينه من موجات التفاهة التي أضحت تهدد الكثير من مظاهرنا الثقافية المغربية؟ 

كيف يمكن لمحن التحديات المحتملة للحفاظ على هاته الثروة الثقافية المغربية اللامادية، أن تصبح منحا أمام تطلعاتنا المستقبلية بعين إيجابية، وأمام استثمار أمثل لهذا الاعتراف الدولي على المستوى الثقافي، الاجتماعي، الاقتصادي، والسياحي؟  …

* استاذ