قصيدة تحولت الى عمل مسرحي بمبادرة من خالد ولد الرامي
“فن الملحون فن ساني،، ساطع في ساير لزمان،، فيه الحكمة على لوان” عبارة استهل بها خالد ولد الرامي رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي حديثه عن فن المَلحون، أحد أبرز الفنون التراثية المغربية، الذي يرتكز على القصيدة الشعرية الغنائية والآلات التقليدية، موضحا أن قصيدة الملحون كانت ولازالت نصا شعريا غنائيا يسمح بتحويلها الى عرض مسرحي وهذا ماقامت به جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي في مسرحية “حمان أحمان”.
ويبدو أن لكل قصة قابلة للتحويل إلى فرجة مسرحية، سبب وحكاية نظمت على ضوئها، لكن غالبيتها، منظوم من قصص خيالية، وأخرى واقعية.
وحسب ولد الرامي فإن جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي تسعى من وراء تحويل قصائد الملحون إلى أعمال مسرحية لتقريب أفراد المجتمع لاسيما منه الشباب من الموروث الفني لتراث الملحون وامتداداته الحضارية والتعريف بالقصيدة الملحونية وما تزخر به من تجليات وأبعاد جمالية تستقي مرجعيتها من غنى وتنوع التراث المغربي.
وتسعى جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي، من خلال المسرحية الغنائية “حمان أحمان” إلى المحافظة على هذا الفن العريق ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة ومد جسور التواصل بين جيل الشيوخ والرواد الذين أبدعوا وأغنوا الرصيد الغنائي المغربي وجيل الشباب والناشئة المعول عليهم لتملك هذا الفن وتذوقه عبر إذكاء روح الإبداع وتنمية المواهب.
وتقوم أحداث المسرحية الغنائية “حمان أ حمان” على أحداث وفصول مستوحاة من قصيدة “حمان الخربيطي” للشيخ عبد الكريم العيساوي الفلوبر رحمه الله، بالإضافة إلى قصائد أخرى ذات نفس إبداعي متميز كقصيدة “تصلية” من نظم الشيخ أحمد الغرابلي، قصيدة “السفرية” لعباس بوستة، قصيدة “ثريا” محمد بوستة الصويطا، قصيدة “الطاجين” للهركاوي قدور ابن علي، قصيدة “الفرانة” للسوسي بلعيد، قصيدة “المحبوب” لسيدي قدور العلمي، وقصيدة “تاج لملاح” لسيدي عبد القادر العلمي.
وتعد المسرحية الغنائية في فن الملحون “حمان أ حمان” من الانتاجات الإبداعية التي تستدمج في بنيتها أنساقا فنية وفرجوية تراعي خصائص الفرجة الهادفة والسرد الماتع من خلال الانفتاح على إكليل يانع من روائع القصائد الملحونية، وذلك وفق رؤية إخراجية رصينة للمخرج عبد الرحمان الصبطي.
تتخلل فصول المسرحية وصلات موسيقية من أداء جوق فرقة سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي تحت إشراف الموسيقار والشيخ أحمد بدناوي، بالإضافة إلى أهازيج تراثية وروحية تؤديها مجموعة مراكش البهجة التقتيقات وفرقة حمادشة من تأطير الأستاذ رضى بن عزفان.