آخر الأخبار

الكلمة التأبينية للمكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد

قدم عبد الطيف اليوسفي باسم المكتب السياسي للحزب الاشتراكي كلمة تأبينية في حق الفقيد عبد اللطيف زريكم جاء فيها : ” أحباء الفقيد العزيز المناضل عبد اللطيف ازريكم من أسرته وأقربائه ورفيقاته ورفاقه وأصدقائه .. في لحظة الوداع القاسية هذه لا نملك إلا أن نذرف دمو 12 لهذا الفراق الصعب، لأن رحيل عبد اللطيف نزل علينا كالصاعقة، وشكل خسارة كبرى لأسرتك بناتك وزوجتك وأهلك وأقربائك ورفاقك ولوطنك .

رفيقي العزيز ها هم أهلك ورفاقك وأصدقاؤك قد تداعوا اليوم من كل الجهات ليودعوك وأنت تشيع إلى مثواك الأخير في أرض “زمران” التي اخترتها لتضمك وأنت تعود إليها بإصرارك المعروف؛ فلم نملك إلا أن نستجيب لرغبتك في أن يودع جثمانك الطاهر في هذه الأرض التي أحببتها من الصميم ومثلتها خير تمثيل على امتداد نضالك وصمودك ومبادراتك المبدعة .

ونحن في الحزب الاشتراكي الموحد قيادة وقواعد نحس بألم هذا الفقد الذي ينضاف إلى آلامنا المتوالية جراء رحيل متواتر لثلة من قيادتنا ؛ نتألم لأن موقعك كان خاصا بيننا في المجالس الوطنية لم تتردد أبدا في الإفصاح عن رأيك و التعبير

الواضح والحازم عما تراه الأكثر ملاءمة والأسلم لكل مرحلة.

كنت بين ثلة من رفاقك ورفيقاتك من مناضلات ومناضلي النقابة الوطنية للتلاميذ بمراكش عموما وثانوية أبي العباس السبتي خصيصا ، حيث كنت نشيطا وديناميا داخل المشتل التنظيمي لهذه النقابة التلاميذية المتفردة وتطورت شخصيتك في مساراتها وامتداداتها المساهمة في بلورة مشروع اليسار الجديد المتفاعل بقوة مع أحداث 23 مارس 65 … وفي هذا السياق ستأخذ نصيبك من بطش سنوات الرصاص ضمن مجموعة اعتقالات 1974 ومحاكمتها سنة 1977 وما تلالها في سجن القنيطرة إلى جانب العديد من المناضلات الذين كانوا أمل الشعب في قيادة التغيير وفتح آفاق دولة الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية الحقة والتوزيع العادل للثروة الوطنية .

ورغم شراسة القمع و فضاعة الممارسات، ورغم كل النكسات ظل الرفيق عبد اللطيف ازريكم في كل محطة يساهم في نحت البدائل السياسية والتنظيمية التي تجعل الأمل مشرعا على إمكانيات استعادة الوهج للنضال الديمقراطي في الوطن فمن الحركة لأجل الديمقراطية، إلى اليسار الاشتراكي الموحد، إلى الحزب الاشتراكي الموحد حيث كنت حاملا شعلة الصمود على كافة الواجهات الفكرية والسياسية والتنظيمية . وكنت في كل المحطات حريصا على صيانة الاختلاف وتمثين الوحدة وطنيا وجهويا ومحليا وقد نالت من ديناميتك مراكش والجهة حقها في مساهماتك القيادية التشاركية المبدعة.

لكل هذا وغيره كثير نشهد لك رفيقنا العزيز أنك كنت مخلصا في كل المحطات لقيم اليسار المناضل المكافح ؛ نشهد لك رفيقنا أنك كنت نزيها في آرائك ونضالاتك ومنصفا في أحكامك

نشهد لك عزيزنا أنك كنت مدرسة في الصراحة والصرامة واحترام المؤسسات؛

نشهد لك رفيقنا أنك كنت ديمقراطيا بامتياز تبحث عن المشترك ولا تدمر الجسور؛

نشهد لك أنك آمنت بالحراكات الشعبية وكنت سندا مخلصا لها؛

نشهد لك رفيقنا أنك كنت سندا للشباب مؤمنا بقدراته، مقتنعا بالتداول على المسؤوليات وإعطاء الفرص للأجيال الجديدة

نشهد أنك قاومت بشجاعة نادرة مرضك بمساندة قوية من بناتك ورفيقة حياتك

وأصدقائك المخلصين ؛

نشهد أنك كنت مجتهدا في بناء المشاريع المدرة للنفع العائد على المواطنات والمواطنين وإعدادية منطقتك خير دليل على فعاليتك ؛ نشهد لك أنك كنت المستشار الجماعي الوفي لالتزاماته وتشهد” زمران” على انك كنت ابنها البار بامتياز . نشهد انك كنت الشاعر الرقيق الذي يفجر شلالات الابداع المعزز للحب والجمال.

فنم قرير العين رفيقنا العزيز فقد أعطيت ووفيت ؛ أعطيت الكثير من صحتك ومن وقتك ومن جهدك الفكري والتنظيمي . وهنيئا لك بهذا الحب الذي نسجته بعلاقاتك المتعددة والممتدة عبر الوطن . رحمك الله رفيقي، وأصدق العزاء لبناتك اللواتي كنت صديقهن ورفيقهن قبل أن تكون أباهن الحنون؛ وعزاء لرفيقة دربك ولكافة افراد اسرتك ومحيطك .