آخر الأخبار

الـــشــاعــر الـــفيلسوف

المبارك الگنوني

مقدمة:

اعتمدت في هذه المقالة على المصادرالتالية : الاتحاد العربي للثقافة،العبور من تحت إبط الموت،الشعر العربي المعاصر في المغرب،مقال نشرفي الاتحاد الاشتراكي يوم 25 – 10 – 2011 بمناسبة تكريم الدكتورأحمد بلحاج آية وارهام.

أحمد بلحاج آية وارهام (1948-) هو كاتب وشاعر وناقد أدبي وباحث مغربي، ولد في مراكش، حصل على دبلوم مدرسة الأساتذة وإجازة في القانون وشهادة الدروس المعمقة في القانون، نشر كتاباته بعدة صحف ومجلات عديدة، منها: الأديب، الآداب، الأقلام، الثقافة المغربية، المناهل، وهو عضو في اتحاد كتاب المغرب، وعضو بيت الشعر في المغرب، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، حصل على جائزة المغرب للكتاب في صنف الشعر في 2014 عن ديوانه «لأفلاكه رشاقة الرغب».

في إطار الاحتفال بمدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024، نظّم بيت الشعر في المغرب ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومجلس مدينة مراكش، مهرجان مراكش العالمي للشعر أيام 26-27-28 أبريل 2024 بمشاركة شعراء من جميع أقطارالعالم: وقد مثل المغرب نخبة من الشاعرات و الشعراء يتقدمهم الدكتورأحمد بلحاج أيت وارهام،الذي أخصص له هذا المقال المتواضع.

يعتبرالأستاذ”أحمد بلحاج آية وارهام” من شعراء السبعينيات الذين حفروا للقصيدة المغربية مجرى مغايرا للمجرى الذي كانت عليه في الستينيات.كما ينأى بالشعر عن المناوشات التي يخلقها النقد بين الأشكال الشعرية وبين الأجيال وبين الأجناس الإبداعية الأخرى.فهو يؤمن فقط بالقصيدة بمعناها الفني والجمالي، سواء كانت عمودية أم تفعيلية أم “لاوزنية” أي نثرية.عانقت مسيرته الشعرية مختلف القضايا التي تهم الإنسان المغربي والعربي، وهكذا نشر إنتاجاته في شتى الصحف والمجلات على صعيد المشرق والمغرب.عنده جانب خفي لا يعرفه الكثيرون، هو أنه أبدع القصائد بالأمازيغية وترجمها للعربية ونشرت بملحق “العلم الثقافي”.كما ترجم الكثير من القصائد لشعراء فرنسيين وصينيين وروس.”أحمد بلحاج آية وارهام” شاعر و ناقد أدبي، باحث في التصوف الإسلامي، مفكر، وصحفي مهتم بحقوق الإنسان.عضو اتحاد كتاب المغرب،عضو بيت الشعر بالمغرب،عضو رابطة الأدب العالمية ومشرف عام على دورية كتاب أفروديت.كما له كتب تُدَرَّس في الجامعات:الشعر العربي المعاصر في المغرب (رهاناته ومنطقة تلاقي أشكاله) بجامعة القاضي عياض كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.أنساق التوازن الصوتي في شعر محمود درويش بجامعة وهران.جماليات الكتابة بالنسق الثلاثي (مقاربة منفتحة لشعر مليكة العاصمي) بجامعة القاضي عياض كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. ترجمت أشعاره إلى الفرنسية و الإسبانية والإنجليزية،و أيضا البلغارية والبولونية والمجرية على يد المستشرق “شتوان دب” Dabi .للأستاذ أحمد بلحاج آية وارهام أكثر من 20 ديوان شعر،أذكر منها:: “العبور من تحت إبط الموت” ،”حانة الروح” ،”الخروج من ليل الجسد”،”طائر من أرض السمسمة”،يصطاد ظِلَّه في ظهيرة العِرفان،أتبع خطوة ظلي لأغتسل بالحلم، تعبرك الأشياء ولا تسقط، كالشجر تتحدث،على نمرقة الصمت….أما دراساته وأبحاثه فربما قد تصل المائة،زاده لله بسطة في العلم.

أنجزت على أعماله عشرات المؤلفات أذكر بعضها: الصوفية وشعر الحداثة،الرؤيا والتشكيل في شعر أحمد بلحاج آية وارهام،المركب الإضافي في شعر أحمد بلحاج آية وارهام، تصادي العتبات في أشعار الدكتور أحمد بلحاج آية وارهام، الملمح الصوفي في شعر الشاعر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام…
حصل الدكتورأحمد بلحاج آية وارهام على عشرات الجوائزالوطنية والدولية،أذكرمنها:
درع التميز والتقديرمن ديوان العرب بالقاهرة، وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، جائزة لينين للثقافة والأدب من موسكو،جائزة المغرب للكتاب في صنف الشعرعن ديوانه «لأفلاكه رشاقة الرغب»،جائزة الأدب والثقافة الأولى من وكالة نوفوستي الروسية.

هذه بعض أقواله وحكمه:

للصمت فلسفة، وبلاغ خاصة،دمن أدرك كنههما أدرك مفهوم الحياة،وهذا مايشير إليه الفيلسوف ماكس بيكارد في كتابه(عالم الصمت)،ولا أجد تكثيفا أعمق لهذه الفلسفة من قول القدماء:(الصمت حكمة)والحكمة هي أعلى درجات القول.

إن العقلُ عقول، ولذا لا يجوز أن يؤخذ علمُ الصوفية كنقيض للعلوم العقلية أو النظرية، بل هو يتمفصل معها ضِمْنَ مجالٍ معرفي واحد، دون أن يَنسَى جوهره الذي هو الحب.المحبة عند الصوفية هي أهم أحوال العارف، وأسمَى صفاته، وهي من الأصول المهمة في مباني التصوف.

هذه شهادة الشاعرة نجاة الزبايرفي حق الدكتور أحمد بلحاج أيت وارهام :

«شاعر يكتب بدمه، يجمع تفاصيل كل التواريخ في كفه، ويرسلها أسئلة وجودية قلقة بعبء الحرف الذي ينوء تحت ثقله. تكتبه القصيدة جمرا؛ ويتحرك في أبهائها متتبعا خطواتها؛ التي تستمد حركيتها من عمق مشاعره.لا يتوانى في التفاني بين عوالم الحرف؛ يُمْحَى ويولد من جديد باحثا عن نفسه فيه. كل الأرض سجادة شِعْرٍ تصلي عليها أجزاؤه، يتحول فوقها لهشيم يقرأ تضاريس الكون. متموجا بين طقوسها، فتحيط به أنفاس كل الموجودات التي يرى من خلالها طريقه.فقط الكلمات من تقود خطاه، وهو الظاميء دوما للنزيف في براكينها، فهو فراشة تطرد الظلام إلى قمقم أسطوري كي لا يعود إلى الوجود.فيا لاحتراقه في صحائفها التي تكتبه ولَهًا قدسيا بين مروج الضياء!فهل هو أسطورة شعرية كُتب لها الخلود بين جمر الحبر؛ ورماد اليراع وكأنه يقول مع المتنبي :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * * وأسمعت كلماتي من به صمم

هذا الشاعر الصوفي الذي يرى الحروف حقائق الأنوار، والأرواح أقلام الأبرار. تكتب في ألواح الأسرار. يقول في اعترافاته: « أنا لا أكتب شعرا، وإنما أُخرج ما أحس به إلى الوجود ليكون حرفا في الوجود».