يبدو أن ما تنشره الصحافة الوطنية والمحلية حول استفحال ظاهرة احتلال الملك العام بالقوة من طرف الباعة المتجولين ، والسطو على الأرصفة الخاصة بالمارة الراجلين أصبح كأوراق الشجر في فصل الخريف تتناثرها الرياح هنا وهناك ليكون مصيرها الدهس ، أو كصرخة في كهف مهجور لا يسمع تردداته إلا صاحبها .
والواقع أن هذه الظاهرة تعتبر سلوكا شادا يسائل بكل شدة وإلحاح الضمير المجتمعي ، ويقتضي بالموازات مع مقاربات الدولة في محاربتها ، فتح نقاش عمومي حولها سواء على وسائل الإعلام العمومية أو الخصوصية مرئية كانت أم مسموعة ، كما أن هيئات وجمعيات ومنظمات مجتمعنا المدني مدعوة بدورها للإنخراط في هذا التحدي المجتمي دون أن نغفل دور المدرسة العمومية في إطار برامجها وخصوصا التربية على المواطنة في أفق الحد ولو بشكل تدريجي من هذه الظاهرة.
ولعل ما يثير انتباه أي مار بشارع الإمام مسلم بالمحاميد هو احتلال بعض أصحاب المحلات التجارية للرصيف الخاص بالمارة الراجلين حيث لا يتركون إلا مساحة نصف متر أو متر على الأكثر لوقوف زبائنهم فقط دون إعارة أدنى اهتمام للمارة والتلاميذ الذين يسلكون هذه الطريق لمدارسهم ( الإمام مسلم ، الواحة ، المغرب العربي) والذين يجدون انفسهم في أغلب الأحيان مضطرين كرها لسلك الطريق الخاصة بالسيارات والشاحنات وحافلات النقل العمومي مع ما يشكل ذلك من مخاطر حقيقية على سلامتهم الجسدية ؛ بل هناك من بنى أدراجا فوق الرصيف الخاص بالمارة لعرض سلعه ووصول زبنائه لمحله التجاري .
يشار إلى أن شارع الإمام مسلم بالمحاميد يعرف يوميا حركة مرور كثيفة خصوصا أوقات الدروة لكونه وهو الشارع الرئيسي الذي يربط منطقة المحاميد بأحياء أزلي ، صوكومة ، إيزيكي….