د عبد الصمد بلكبير
مصطلح التخذيل، في العربية، يطلق على مندسي و مخترقي صفوف العدو، بقصد الإستخبار، أو التشويش و الدس و التلغيم و تفجير التناقضات الداخلية للعدو، في حالتي الهدنة أو المواجهة الحربية، و يفترض أن يتم من قبل الطرفين المتصارعين كليهما، المعتدي منهما و المقاوم، و لذلك حض الرسول (ص) على اجتراحه، لمصلحة الدعوة
هؤلاء تم وصفهم، في الحروب الرأسمالية الإستعمارية الحديثة بالطابور 5، و يطلق عليهم تسمية الطابور 6 في عصرنا، نسب0ة إلى الإستعمار الجديد و/ أو المتجدد
عهدناهم في حالتنا المغاربية خلال القرنين الماضيين، في نماذج الأشخاص التالين :
1ـ الخلعاء، و هم من تلفظهم حواضنهم التقليدية ( عائلة، أسرة، عشيرة، قبيلة، زاوية…) لكبيرة جنائية اقترفوها، فيتصيدهم المستعمر و المستشرق و يحتضنهم و يستخبرهم عن أسرار و تناقضات و اخبار…مجتمعاتهم…
2ـ شيوخ القبائل الفوضوية، السائبة أو الإنعزالية و حتى ذات النزوع المتمرد، الإستقلالي-الإنفصالي؟
3ـ و مثلهم، شيوخ الزوايا الهرطوقية المنحرفة : وثنية/متهودة/متهتكة…
4- الأقليات ( دينية يهودية) في حالتنا
5ـ تجار الوساطة (تصدير و استيراد) مع الخارج، و هم فئة، تغلب عليها، حتى يومه، أيديولوجيا العولمة، و من تم العدمية الوطنية؟
6ـ بعض خونة الإدارة، من الطماعين أو المعسرين أو الناقمين…ضعيفي الإرادة و التربية و الضمير الأخلاقي و منعدمي الحس بالإنتماء الوطني
7- تجار المحرمات و المسروقات، و المهربون و الصعاليك و قطاع الطرق
8ـ من يسميهم المغاربة (أولاد الحرام) ضحايا الجنس خارج الزواج ( الرضائي؟) ممن يكرهون ذواتهم، و يحقدون على المجتمع، و ينخرطون في حربه!
أما الطابور 6 اليوم، فأغلبهم من ذوي الشواهد الجامعية، دواعش، و لكن بالقلم و اللسان، بحقائب و بربطات عنق، مستشرقون جددا، مواطنون ( لا وطنيون) يجمعون في أشخاصهم وظيفتي المستشرق الأجنبي، و الخليع المخبر المحلي؟ و بذلك يقتصدون على الأجنبي، الوقت و النفقة، و يضاعفون المردودية لمصلحة مشغليهم، الأمريكي أو الأوروبي ( فرنسا و ألمانيا خاصة)
هم رجال إدارة و أعمال ( لا نساء حتى الآن) و جامعيون و صحافيون و فرانكفونيون و قبليون و تجار دين ( الإسلام أو اليهودية الصهيونية) نمط الكومبرادور، أولئك، لا حاجة للتوقف عند نمطهم و دوافعهم الإنتهازية الطبقية، و عولميتهم المعلنة، و لا وطنيتهم الفاقعة؟
الملتبسون و المقنعون هم المختفون خلف قناع الثقافة و البحث ( العلمي) و الآداب و الفنون و حرية الرأي و الإعلام…المأجورون لأجل ذلك، مباشرة، أو عن طريق جمعيات ( المجتمع المدني) و المراكز ( العلمية) و تعويضات و إشهار حضور مؤتمرات و ندوات ( دولية) و النشر و المقابلات التلفزية في القنوات إياها، و الجوائز و التكريمات، و الأستاذية ( الشرفية) في جامعات غربية( غير مصنفة) …إلخ مما لا خبر لدينا عنه؟!
بعض هولاء، يشجعون على التورط في الإستحواذ على جزء مما تتلقاه مراكزهم أو جمعياتهم( ن) من منح؟و بعضهم الآخر بأجور على ( أعمال)،و احيانا، دون عمل، في( الحرة)مثلا؟ و بالطبع، فقد ( يجير) ذلك عن طريق مشيخات الخليج و جامعاتها و مهرجاناتها و قنواتها و صحفها و إمبراطورية عزمي ( العلمية) إياها؟!
و لا يجوز نسيان، استضافات الراحة و الإستجمام في فنادق 7 نجوم، و مدلكات التايلاند و الفلبين، و الحجز في درجة 1 لدى القطرية؟
كتابات و خطابات… هؤلاء، لا حصر لتنوعها، بل و لتناقضاتها المقصودة، بالنسبة للسيد المستفيد، إنها، في الزمن، غير المأسوف على قرب انصرامه ( مرحلة ترومب المقبلة)أقصد ما أطلقوا عليه استراتيجية ( الفوضى العارمة) ضد الدين و ضد التدين و الوطن و الوطنية و الدولة الوطنية و المركزية، و الوحدتين : الترابية و القومية، و اللغة الواحدة الموحدة [=الفصحى] و ضد الثقافة و تعويضها بالفلكلور، و اعتباره ثقافة…إلخ…إلخ و مع العولمة ( و هي غير العالمية) و الجهوية الموسعة، الممهدة للتجزئة، و مع سيادة العاميات، إذن اللغة الأجنبية، و مع المثلية و الزنى ( العلاقات الرضائية) و مع التبعيات، على جميع المستويات…إلخ…إلخ
هذا الطابور المجيش، له ضوابط، و له قيادة و ضباط، في الداخل، و الأهم، في الخارج، و جملته مخابرات غربية تشتغل ( أمريكية) فضلا عن سفاراتها بلا أقل من 400 هيئة عالمية، بتخصصات متنوعة و متعددة…لا تحرج ضحاياها، بالضرورة، فهم غالبا ما يقدمون خدمات، بحسن نية، و إنما بالمقابل دائما؟! و طبعا فإن أشهر تلك المنظمات العالمية الإنسانية و الحقوقية…المغرضة، هي تلك المسماة ( عصابة 4 أو 6)
بالمقابل، فإن إدارات التراب الوطنية في المستعمرات، ضعيفة، مكبلة، و لا تطيق ممانعة، و لا بالأحرى مقاومة، و إنما فقط مسايرة، أو معاينة داخلية و مراقبة خارجية، و الأسوأ منافسة الأجنبي الغاشم، باصطناع طابورها الخاص بها ايضا، فتزيد الطين بلة، و توسع نطاق الإنتهازية و الإفساد، و تسقط في نشر استراتيجية ( الفوضى) المخططة أصلا من قبل الإستعمار الأطلسي الجديد، و توابعه الصهيونية و الرجعية العربية، و منها المغربية؟!
و حيث يمتنع علينا تسمية نماذج من الطابور 6 اتقاءا، لشر المتابعة ( القضائية ) حيث لا عدالة؟
نكتفي بالتذكير بنماذج من الطابور 5 المقررة و المشهورة، كالتهامي/ و الكتاني/ و الريسوني… و قيسوا عليهم من يلائمهم من المعاصرين، و ذلك حسب خصائصهم الراهنة، المنوه بها أعلاه و من رغب في الإستزادة، فليتفضل بالإتصال مباشرة،