غصت صبيحة السبت الماضي شوارع مراكش بالمئات من تلامذة المؤسسات التعليمية الذين انتظموا في احتجاجات غير منظمة على ترسيم الساعة الإضافية، ما خلق اضطرابا على مستوى حركيّة السير والجولان بمختلف مناطق المدينة.
من احياء المسيرة بمقاطعة المنارة الى شوارع سيدي يوسف بن علي مرورا بمختلف الفضاءات بباب دكالة والداوديات كان المشهد واحدا.
جموع من التلميذات والتلاميذ في حالة تيه شديد ، بدوا وكانهم يعيشون لحظة جموح طاغية، انعكست على الشعارات التي يتم ترديدها والتي تحيل الى اجواء الاحتفالية والفرح.
لاشيء يؤشر على ان الجموع الهادرة بصدد الاحتجاج على شيء ما ، بقدر ما تخلف الانطباع بان تلامذة المؤسسات منغمسين في ساعة مرح واحتفال، ما يؤشر على غياب اَي تأطير لهذه الاحتجاج، وان العفوية والرغبة في التعبير عن الذات هي المتحكمة في كل هذا اللغط.
اختلطت الامور على بعضهم فلم يتردد في فورة الشعور بهذا الانطلاق والعنفوان في تحويل الاجساد الصغيرة الى متاريس لسد منافذ المرور في وجه الحافلات الكهربائية التي يمتد مسارها من مدخل المدينة عبر الطريق الوطنية الرابطة بين اكادير ومراكش الى باب دكالة.
بعضهم الاخر لم يتردد في تحويل لحظة الانتشاء الجماعية الى جموح صبياني، ففجرت الطاقات الشبابية تخريبا وتكسيرا للواجهات الزجاجية لحافلات النقل الحضري( الطوبيسات) حيث بلغ منسوب الحافلات التي تم تحييدها من الخدمة 12 حافلة على مستوى مقاطعتي المنارة وسيدي يوسف بن علي.
توسع رقعة الاحتجاج وتفرق طوابير المحتجين بمختلف الشوارع والأزقة صعب من مأمورية المصالح الامنية التي وجدت نفسها عاجزة عن مواكبة كل نقط الهدر التلاميذية، وبالتالي التركيز على الشوارع الكبرى والمواقع الحساسة والاستراتيجية، فيما تركت الهوامش والممرات الجانية لعناصر الدراجين لمواكبتها بالمتعين من اجراءات الرصد والمتابعة.
باقليم قلعة السراغنة وبالنظر لحجم الخسائر المسجلة عقب هذه الاحتجاجات ، لم تتردد النيابة العامة في الدخول على خط ” الخسارة” ومن تم متابعة اربعة تلاميذ في حالة سراح بتهم تنهل من قاموس ” التجمهر غير المرخص وتخريب ممتلكات عمومية”، وتحديد جلسة الاربعاء المقبل لمثول المتابعين بقفص الاتهام امام الغرفة الجنحية، لمواجهة ما تم اقترافه من تخريب وتكسير للنوافذ الزجاجية للمؤسسات التعليمية.
عن جريدة الأحداث المغربية