آخر الأخبار

ابـن الـعـريــف بمراكش

المبارك الگنوني

تـــقـــديـــم:

العِلْم رَحِم بيْن أَهلِه، فَأهلاً بِك أيها المتتبع اللبيب، مُفيدَاً وَمستفيدا،،مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدى،ملازما للأمَانَةِ العِلْمِيةِ، مسْتشعِرَاً أَن: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]

هو أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله ، الإمام الزاهد العارف أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي المريي المقرئ ، صاحب المقامات والإشارات .صحب أبا علي بن سكرة الصدفي ، وأبا الحسن البرجي ومحمد بن الحسن اللمغاني ، وأبا الحسن بن شفيع المقرئ ، وخلف بن محمد العريبي وعبد القادر بن محمد الصدفي ، وأبا خالد المعتصم وأبا بكر بن الفصيح .

*************************************************************

“ابْنُ العَرِيْفِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ عَطَاءِ اللهِ الصِّنْهَاجِيُّ الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، العَارِفُ، المَرِيِّيُّ، المُقْرِئُ، صاحب المَقاماتِ والإِشاراتِ.،” وُلد سنة481ﮪ، (بألمرْيَة) “العاصمة الروحية لجميع صوفية الأندلس، ومركزا مهما من مراكز التصوف بها”، وقد ذكر ابن الأبار في (معجم أصحاب الإمام الصدفي)، أنّ “أصل أبيه من طنجة…دَرَس على مشاهير علماء طنجة، فبرز في الحديث واللغة والأدب”، حيث عاصر كبار العلماء والشيوخ في عصره وصَحبهم، وأخذ عنهم مَصلَ العلوم ولُقاح الفُهوم، أمثال: “حُجة الإسلام أبو حامد الغزالي، -الذي تأثر بطريقته- والقاضي أبو بكر محمد بن العريف، ومحمود الزمخشري، والإمام المازري، وأبو بكر الطرطوشي وغيرهم”.
هو عَلمٌ شامخ في سجل أعلام المغرب والأندلس، ونجم ساطع في سماء أهل الزهد والتصوف، يُعد من مشاهير أولياء المغرب المتشبعين بالعلم والعمل، والمعروفين بالتقوى والورع، أسال حِبرَ الكَثيرِ من المترجمين والمؤلفين في مناقبه وحُسن سيرته، وفاضت في وصفه ومدحه قَريحةُ العديد من العلماء والشيوخ والشعراء…، عالم جليل، وعارف رباني سَنيّ، اعتُبر من قِلّة القِلّة الأكابر، ومن أجّل علماء قرنه الأفاضل.
ذكر الذهبي في كتابه السير العديد من شيوخه في العلم”كأبي الحسن البَرجيَّ، ومحمد بن الحسن اللَّمغاني، وأبا الحسن بن شفيع المقرئ، وخَلَف بنَ محمد العُرَيبي، وأبى بكر بن الفصيح، واختص بِصُحبة أبي بكر عبد الباقي بن محمد بن بُريال”، وغيرهم ممن أسهموا في سمو قدره، وثِقل سِجلّه المعرفي، ناهيك عن الشيوخ الكبار الذين أخذ عنهم علم التصوف “كالشيخ ابن برجان، عن أبي بكر بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، عن أبي محمد أحمد بن محمد المعارفي عن أبي سعيد أحمد بن الأعرابي عن شيخ الطريقة أبي القاسم الجُنيد”.
أنشد له ابن عبد البر صاحب كتاب الإعلام أبيات يقول فيها:

أبا العباس قد حازت كمالا***تناهيت اكتساباً للمعــالي
وصَلت ابن العريف إلى مقام***مآثركم كُرمت بهـا فعالا
وأهل الفضل فُقتَهم كمالا***به حازت مآثركم جلالا.

نَضم ابن العريف قصائده شعرية في الثناء ومدح خير البرية محمد عليه أزكى الصلاة والسلام، يقول في إحداها.

وحقك يا محمد إن قلبــي***جَرت أمواج حبك في فؤادي
يحبك قُربة نحو الإلــــه***فهام القلب في طيب الميــاه
وعن قيمة العلم يقول:

من لم يُشافهْ عالما بأصُوله***الكتب تَذكرة لمن هوعالـم
فيقينه في المشكلات ظنون***وصوابها بمحالها معجون

قال ابن مسدي : ابن العريف ممن ضرب عليه الكمال رواق التعريف ، فأشرقت بأضرابه البلاد ، وشرقت به جماعة الحساد ، حتى لسعوا به إلى سلطان عصره ، وخوفوه من عاقبة أمره ، لاشتمال القلوب عليه ، وانضواء الغرباء إليه ، فغرب إلى مراكش. توفي رحمه الله مسموما على يد أحد الحاسدين قاضي ألمرية ابن الأسود بمراكش ليلة الجمعة 23 من رمضان سنة 536 ه.واحتفل الناس بجنازته ، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه ، فظهرت له كرامات رحمه الله .

دفن ابن العريف بمراكش بسوق العطارين بالمدينة العتيقة بالقرب من “الحدادين.وهو معروف عند العامة ب” بالعريف” … و ” مول الزبيب”…، تسمية خلقت من أجل تدنيس المقدس وتقديس المدنس.هناك دفن محمد بوستة الوزير الاستقلالي الى جانب قبر ابيه الذي كان يحمله معه وهو صغير الى زاوية ابن العريف حيث تعلم حفظ القراًن الكريم .”رحم الله كل علماء وموتى المسلمين.